FOREIGN LANGUAGES

شهادة القس فلورا مامفيسوانا

شهادات


مليونير بدون مال

منذ صغري تعلًمتُ أن أحب الرب يسوع وأن أصلي من كل قلبي. كنا نعيش في دار ألإرسالية وكان جدي القسيس حيث كان يقرأ لنا ألإنجيل كل يوم تقريبا.

ذات ليلة حلمتُ أنني كنت داخل سحابة بيضاْء مع يسوع. فتحَ يسوع السحابة ليريني ماذا سيحدث على ألأرض حين عودته. رأيت الكثيرين مرتبكين ولا يعرفون أي إتجاه يهربون من أمام ذلك الملك القادم.  كان ذلك المنظر مخيفا جدا. عندما إستيقظتُ من هذا الحلم قرًرًتُ في قلبي أن أصلي وأطلب من الرب أن يهديني إلى كنيسة تُعلٍمُ تعاليم الله الكاملة. لم أكن أفهم ما يعنيه ذلك, إنما أردتُ أن أكون مع المسيح عند عودته كما رأيتُ في ذلك الحلم. كان شاغلي ألآخر هو أنني كنت أرغبُ التغلب على الخطايا الطفولية. أردتُ أن أعيش حياة مقدًسة ولكنني لم أكن أعرف كيف أقوم بذلك.

في تلك السنة ذهبتُ لزيارة عمتي خلال العطلة المدرسية ولم أكن أعرف أن الله سيستجيب صلاتي خلال هذه الزيارة. وعندما أرادت عمتي أن تذهب إلى الكنيسة, ذهبتُ معها. كانت عمتي قد نالت الخلاص والتقديس ومعمودية الروح القدس. في ذلك اليوم كانت العبادة فقط للنساء ورغم أنني كنت ألعب مع ألأولاد خلف الباب, سمعت الشهادات عن كيفية الخلاص والولادة الجديدة. ما سمعته ذلك اليوم جعلني أعود إلى البيت عازمة على تلقي هذه التجربة لنفسي.

عدتُ إلى البيت وبدأتُ أصلي بقلب منكسر أمام الله. في إحدى الليالي وقبيل منتصف الليل بقليل سمعتُ صوتا عذبا يؤكد أن خطاياي قد غُفرت. فتحتُ عيني ولم أر أحدا لكن الغرفة كانت تشع بالنور ومليئة بمجد الله, فتدحرجت دموع الفرح من عيني.

بعد فترة وجيزة بدأتُ أفكر بأفراد عائلتي الذين كانوا يحاولون بجد أن يعبدوا الله ولكن بدون إرشاد أو تعليم. هل يصدقونني إذا أخبرتهم عن الخلاص الحقيقي الذي وجدته؟ هل يصدقون فتاة صغيرة مثلي؟ أقف هنيهة لأشكر الله لأن عائلتي لاحظت الفرق في حياتي إذ أنني صرت مخلوقة جديدة. لم يعد هناك أي سرقة للسكر والخطايا ألأخرى التي كنت أقوم بها, كما لاحظ ألآخرون في المدرسة وخاصة مديرة المدرسة.

بأعجوبة وصلت رسالة ألإنجيل إلى كل أفراد العائلة وبدأوا جميعهم يصلون طالبين الخلاص. تمً تخصيص أيام بالكامل للصوم والصلاة. إنقلبت أواني الطبخ رأسا على عقب لعدم وجود الوقت للطهي. أما أنا فقد واصلت الصلاة إلى أن قدًسني الله وعمًدني بروحه القدوس. بدأ الجيران يتساءلون عما يحدث في منزلنا غير أنهم كانوا يحترمون مشاعرنا. نَما وكبر العمل الذي بدأه الله في منزلنا إلى فصل دراسي ثم في موقع لكنيسة. أقام الله العمال وكان يتم أستخدام كل نهاية أسبوع تقريبا للتواصل حيث يقوم ألله بالعجائب أينما ذهبنا. ونتيجة لذلك وصلت أخبار إلإنجيل ألى القرى التي لم تسمع بعد هذه ألأخبار السارة.

في المدرسة فوجئتُ بالشجاعة التي يعطيها الله لفتاة مثلي للعيش بدون خطيئة. لقد أعطاني الله الحكمة للأدلاء بشهادتي لزملائي خلال أوقات الفراغ. كانت هناك أشياء كثيرة تبدو جذًابة ولكن عندما أتذكر ألآن يمكنني القول أنني لم أندم أبدا على قضاء معظم وقتي في بيت الله والعمل من أجله. نقرأ في سفر الجامعة ألأصحاح الثاني عشر والعدد ألأول: "فأذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر او تجئ السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور". وهذا كان شعاري. مع تقدمي في السن كرًستُ حياتي كليا لخدمة الرب, وعندما إتيحت لي فرصة للزواج, كنت أصلي بكل جدية لآكون متأكدة أنها إرادة الرب لي. لقد بارك الرب زواجنا وساعدنا في كل أمور حياتنا كأسرة.

في مساء يوم الثلاثاء الموافق ألأول من تشرين ألأول عام 1985 كنت في الكنيسة وكانت العظة عن ألإيمان. طَلبَ منا راعي الكنيسة ليس فقط أن نسأل ولكن أن نشكر الله كما لو أننا بالفعل تلقينا ما صلينا من أجله. بعد إنتهاء العظة ذهبتُ إلى المذبح لأصلي وشكرتُ الرب إذ أنه سيعطينا طفلا صغيرا. أخبرتُ زوجي بذلك وأيضا زملائي في العمل. وبالفعل بعد تسعة أشهر في الخامس من أغسطس وُلدً طفلنا الحبيب وهو يتمتع بصحة جيدة. بعد هذا ألإبن الحبيب رزقنا الله بأربع بنات كلهن قريبات جدا من العمر وبفضل الله تمكنتُ من تربيتهم والعناية ببيتنا بينما كنت أؤدي واجباتي في الكنيسة. لم يكن هناك ليال بدون نوم بسبب المرض. أحيانا كأطفال كانوا يعانون من سعال او إضطراب في المعدة وعندما كنا نصلي من أجلهم كان الله يشفيهم بإسم يسوع.

في أحد ألأيام لم يكن لدينا أي طعام في البيت. صلينا وأكًدَ الله لنا أنه سيوفر لنا طعامنا. كل ما علينا هو أن ننتظر. في اليوم التالي جاء شخصٌ لم نره منذ سنوات عديدة وترك لنا كل ما نحتاج إليه. إلى هذا اليوم لم نرَ هذا ألإنسان مرة أخرى. من خلال هذه التجارب التي مررنا بها تعلًمَ ألأولاد أن ألإيمان يستطيع أن يحرك الجبال وتعلموا أيضا أن يحبوا الله من كل قلوبهم.

كيف وفًرَ الله لنا منزلا دافئا؟ عندما بدأ أولادنا في الشكوى من البرد الشديد في البيت,  جمعتهم معا في أحدى الغرف وأخبرنا الله أننا نشعر بالبرد الشديد في هذا البيت. في غضون أيام قليلة غيًرَ صاحب العمل ما يدفعه لنا نفقات صحية وأدًت الوفورات إلى دفع تعويضات للموظفين. كان المبلغ الذي تلقيناه هو بالضبط ما نحتاج إليه لنقوم بعمل سقف جديد يحفظ لنا الحرارة في البيت. حقا أنا أعتبرُ نفسي مليونيرة بدون مال في جيبي.

كل هذه الشهادات والكثيرغيرها دليلٌ على أن الله يستجيب الصلاة. إنني أؤمن في ما كُتبَ في إنجيل متًى ألأصحاح السادس والعدد 33 "ولكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبِرًهُ وهذه كلها تزاد لكم". لقد تعلًمتُ عندما نضع الله فوق كل شئ في الحياة, فهو يعطي القوة لإنجاز كل ما علينا القيام به. إنه المعطي, الشافي, الحافظ, المعزي, الزوج للأرملة وألأب للذين لا ابا لهم وأكثر من ذلك بكثير. كان زوجي واعظا في الكنيسة وكان زوجا محبا ومخلصا لي إلى أن دعاه الله إلى ألأمجاد السماوية عام 2004 وعندما وافته المنية تركني في رعاية الله وكثيرا ما أنسى انني أرملة لآنني فعلا في رعاية الله.

كنت شابة وتغلبتُ على الخطيئة, كنت زوجة وأما وتغلبتُ على الخطيئة, والآن أنا جدًة وما زلت أتغلب على الخطيئة. لم أتغلب على الخطيئة بقوتي وعزمي ولكن بقوة الرب مخلصي. رغبتي في أن أكون ليس فقط سامعا لكلمة الرب بل فاعلا أيضا بهذه الكلمة. صلاتي الدائمة ربح المزيد من النفوس للمسيح وأن أرى مخلصي في نهاية حياتي وليتمجد إسم الرب إلى ألأبد.

القس فلورا مامفيسوانا, واعظة في كنيسة ألإيمان الرسولي في كوامهلانغا, جنوب أفريقيا