FOREIGN LANGUAGES

قفوا, أنظروا وتأملوا أعمال الله العجيبة

مقالات


من جمال الكون إلى اللحظة الثمينة عندما تُفدى النفس, نقف في رهبة أمام ما يفعله الله.

نرى أعمال الله العجيبة في كل مكان حولنا, من شروق الشمس إلى روعة السماء المليئة بالنجوم, إلى ولادة حياة جديدة وإلى ألإحتفال بجلال ومهابة الموت. نرى روعة عمل الله في كل مكان ومع ذلك يعيش الكثير من الناس في جهل مطبق بعظمة خالقهم. قد يؤمنون بوجود الله لكنهم يفشلون في إدراك حجم قدرته أو ربما لا يؤمنون بالله على ألإطلاق. من الضروري ألا نقع في أحدى هذه الفئات لأنه عندما نسئ فهم الله, سنفشل أيضا في فهم من نحن وكيف يجب أن نحيا. لذلك من المهم جدا تخصيص وقت على وجه التحديد لتذكير أنفسنا بعظمة إلهنا وقوته وقدرته العظيمة. إذ سيكون ذلك بمثابة تشجيع ليس فقط لأنفسنا ولكن ايضا لإخواننا المؤمنين, ويمكن أن يساعد غير المؤمنين على إختيار وضع ثقتهم في المسيح ايضا. أن نتذكر عمل الله الرائع والتدرب عليه هو شئ نريد القيام به بشكل منتظم.

سفر أيوب, كتاب جدير بألإعتبار ويُخبر الكثيرعن عظمة الله عزً وجلً. هذا الكتاب هومصدرٌ للرؤية الروحية للذين يعانون ويتألمون, ولكن إهتمامنا الخاص هو الرسالة حول ألأعمال الرائعة التي قام بها الله, وكيف يجب أن نُذًكٍر أنفسنا بها.

يشيرالفصلان الأولان إلى أن أيوب كان رجلا ثريا للغاية, ولكنه خسرَ كل ما يملكه من ماشية وخدم وحتى اولاده العشرة في يوم واحد. في الفصول الخمسة والثلاثين التالية, فكًرَ أيوب وأصدقاؤه لماذا وما هو سبب هذه الكارثة التي لحقت به وما يجب على أيوب أن يفعله بعد ذلك. أساء أصدقاؤه فهم كل من شخصية الله وشخصية أيوب على إفتراض زائف أن التجربة التي لحقت به هي العقاب على خطيئة إرتكبها قبلا. وفي النهاية نقرأ أن الله تكلًمَ وأعطى أيوب صحته, وعائلته وردً ثروته إليه. عندما ندرس عن كثب هذا الكتاب الثمين, يمكننا إستخلاص الدروس القيٍمة التي تقوٍينا روحيا.

نعود ثانية لنقرأ ما جاء في الفصل الثاني والثلاثين: بعد قدر كبير من الحوار بين أيوب وأصدقائه, تكلًمَ أليهو الذي كان أصغر سنا وكان يستمع للذين كانوا  أكبر منه سنًا, ولكن مثل أصدقاء أيوب الثلاثة ألآخرين كان عدم فهمه للوضع ونصيحته ناقصة وغير مجدية, ومع ذلك فإن بعض تعليقاته لها مزايا.

في الفصل 37:14 نقرأ: "أنصُت إلى هذا يا أيوب وقف وتأمًل". يحتوي هذا البيان او التعليق على ثلاثة اوامر. أولها أنصت وكلمة أنصت تعني ألإستماع  وألإنتباه الشديد. عندما نسمع كلمة الله, نحتاج أن نصغي بكل إنتباه. لا نريد أن نعتقد بأننا سمعنا هذه الكلمة من قبل ونعرف بالفعل ما تعنيه. لا, كلمة الله خارقة ومميٍزة أفكار القلب ويجب أن نحترمها عندما نسمعها.

التعليق الثاني في الآية هو الوقوف, وهذا يعني أن نلتزم أو نتحمل وننتظر. نقرأ أيضا ما جاء في سفر الخروج عندما لحق المصريون شعب إسرائيل, قال لهم موسى: "لا تخافوا قفوا وأنظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم". لقد أعطى الله النصر للإسرائيليين, نريد نحن أيضا أن ننال النصر في حياتنا اليوم. ليس من السهل دائما الوقوف وإنتظار النصر, ولكن من الضروري القيام بذلك.

ألأمر الثالث الذي أعطاه أليهو هو التأمل ولهذه الكلمة أكثرمن معنى: الفهم, والتمييز الجاد او الإدراك او التفكيرفي ما فعله الله وهو شئ نقوم به كلما إجتمعنا كمجموعة من المؤمنين. الجزء المخصص للشهادة في خدماتنا هو فرصة للاخوة والاخوات ليشهدوا عن اعمال الله العجيبة في حياتهم الخاصة. لقد سمعنا من الكثيرين كيف غفر الله خطاياهم, أعاد السلام إلى قلوبهم وشفاهم وأكثر من ذلك بكثير.

مزمور 105:2 يقول: "غنوا له رنموا له, أنشدوا بكل عجائبه". نرجو الا ننسى اهمية تذكير أنفسنا وإخبار الآخرين عن الأشياء العظيمة التي قام بها الله. العمل الأكثر عجيبا على الإطلاق هو عندما يغفر الله خطايانا مما يجلب حياة جديدة الى الروح.

إذا كنت لم تنل نعمة الخلاص بعد, صلي واطلب من الرب ليعطيك هذه المغفرة وسوف يقوم بعمل عجيب لك شخصيا. إذا كنت تتعاطى المخدرات فان الله هو اله يكسر السلاسل التي تُقيٍدك وينقذك من الخطيئة. سيحدث تغييرا كبيرا في حياتك. إذا كنت تواجه تحديا شخصيا سواء كان كبيرا او صغيرا, يريد الله أن ينقذك من كل ذلك. إستمع إلى صوته, قف ساكنا وفكر في أعماله العجيبة وسوف يلبي كل حاجاتك.

القس اريك كالهون هو قسيس الشبيبة في مقر الكنيسة في بورتلاند, اوريغون ويعمل في لجنة تحرير مجلة الإيمان الرسولي.